الثلاثاء، ٢٨ أيلول ٢٠١٠

كما أراهم .. 2


بحر اسكندرية الذي تشتاقه هي .. و آخرون ..
_________________________________

إنها الذكرى السنوية الأربعين لوفاة أم السيدة "الحنونة" ..
في كل عام تقيم عزومة و تطعم صديقاتها في هذه الذكرى ..
تكسب أجر و تتذكر أمها و تحتفل بوجود بناتها في حياتها ..
تحتضن ابنتها قائلة " تيتا فاطمة ترانا من السماء و مبسوطة فينا" ..
 تلجمني الكلمات ولا املك سوى حبس دمعة و ابتسم لها ..
 كم انها تشتاقها بيُتم !

المدعوات كلهن عربيات الأصل .. أمريكيات الشكل ..

- عراقية مسلمة في اواخر الاربعين .. جاءت للدكتوراة و بقيت للعمل متزوجة من أمريكي يهودي و لديها ابن و شخصيتها قوية و فستانها قصير كشعرها .. تنتقد الحجاب و النقاب .. "احم احم هديل بتتحجب لما تطلع يا جماعة" .. صحيح كيف عملتي القطايف!

- أمها تجاوزت الثمانين زمان .. بنطلون و جاكيت و اكسسوار و شعر معمول عند كوافير قبل شوي .. اللهم لا تردني لأرذل العمر اللهم لا تردني إلى أرذل العمر!

- فلسطينية مسيحية لهجتها مصرية  و بترطن فرنسي في خمسينات العمر ..  شعرها مصبوغ بالأصفر و مناكيرها أحمر و حصلت على الدكتوراة و بقيت للعمل و سحبتها الدنيا والأسفار.. و تنهيدة لا تخفى علي تملؤها!

- أمها تجاوزت الثمانين و مش بس مناكيرها أحمر لا و روجها كمان و تقول "عايزة أروح اسكندرية عشان البحر" ..
نحبوووك يا اسكندراني الهوا J

- فلسطينية مسيحية في اواخر الأربعين .. بتعمل بوست دوك (بعد الدكتوراة ضايل علم تخيلوا :$ ) .. بتحب لأول مرة و تواجه مشاكل في حبها و ينصحونها بنفض غبار يديها منه .. تقول لهم "انتو جربتو سيبوني أجرب أنا كمان .. حتى لو فشلت " ..
معها حق ؟

و أخيراااااااا و لأول مرة من يوم ما اجيت وحدة منهم تشكر أمامي برجل عربي لا و " فلسطيني" كمان !!!!!!
تقول بحب " كان كويس جدا و بحبني جدا و قبل ما يموت بيومين أخدني في حضنه و قلي شكرا على كل حاجة" ..
عيب البكا قدام الناس لميت نفسي و تمنيت ..
بس سبحان الله لانه كويس مات!

أصمت و أراقب الدنيا فيهن .. كل منهم تحمل حكاية في غربتها ..
تحمل ذكرى لفرح و لا فرح و لأمل و خيبة أمل و لمبدأ و ضياع مبدأ و لهدف و لا هدف ..
 و بينهم  أخاف ، أحلم ، و أدعو  أنا !


السبت 28 اغسطس 2010
هديل


الخميس، ٢٣ أيلول ٢٠١٠

كما أراهم .. 1



لمن يعرفني : سيبك من الباراجراف الجاي و انزل على اللي بعده على طول ما فيش وقت J

لمن لا يعرفني : لي في عمر الاغتراب 8 سنوات موزعين بين بكالوريوس و شغل في غزة و ماستر في أمريكا .. بعد صيف حافل حبقى أتحفكم بمدونة عنه .. رجعت أمريكا و صفوف دراستها رغم يقيني بحجم الإرهاق النفسي اللي مستنيني .. اه "اخترت" و "رغما عني" إني أكمل مشوار الغربة !  

في أجزاء " كما أراهم " .. كل الشخصيات "وصفي" لها من الزوايا اللي لفتت انتباهي أنا  .. و مبنية على آرائي التي تحتمل الصحة و تحتمل الخطأ .. "ما بحاكم" حد ولا أملك الحق و لا بدي أملكه أصلا .. ربنا أعلم بالسرائر و ما تخفي الصدور .. كل منهم له حياة لها أبعادها بايجابياتها و سلبياتها و انجازاتها و أخطائها .. ما حدا كامل .. زيي أنا و زيك انت ! و يا عالم شو بينقال عنا  J

 _________________________________

بدأ اليوم الأول بسيدة فلسطينية لم  أعرف في ذاك الوقت عنها سوا أنها كريمة و عرضت استضافتي في بيتها مع بنتيها حتى أجد بيت لي. سنسميها هنا خالتو "الحنونة"..

حنونة و ظهر هذا في أول دقيقة لنا في المطار حين كان كفها على كتفي المتعب و تردد " يا الله ما أزغرك كيف سابتك امك تسافري لحالك" و عيناها تبتسمان .. لعل موت أمها و هي في السادسة جعلها تغدق على الآخرين ما افتقدته هي .. من قال فاقد الشيء لا يعطيه ؟

بيننا تشابه تاريخي .. منحة ماجستير بأمريكا بعد البكالوريوس .. تبعها الخيار بين العودة و بين اكمال الدراسة .. ذهبت لأهلها لا تحمل قرارا .. و عادت للدكتوراة .. لن تكون عادية و لن تنتظر شخص عادي !

من أطراف الحديث و بقايا الذكريات تبدو ملامح حب كان .. تزوجت و أنجبت بنتين ..  اليوم لا أثر للرجل في البيت .. تهمس " لا أتوقع شيء من أحد" .. و تهمس " أسوء الرجال رجالنا" .. يا لخيبة أملك !

في اليوم الثاني .. كنا ننتظر في المساء وصول السيدة "اللزيزة" التي عرفتني على مضيفتي و لكن من تعبي دون أن أبدل ثيابي نمت مع الجاجات الساعة 9 .. أسمع صوتا ضاحكا في منتصف الليل لابد ان خالتو "اللزيزة" وصلت .. سأراها صباحا ..

اللزيزة هادي قمة في التفاؤل و مفعمة بالحياة .. امرأة عاملة و تسافر في مهام في بلاد هرب أهلها من حروبها .. تخطط لإجازاتها و  للسفر و الرحلات و شمة الهوا ..

 بيننا تشابه مادي .. لن نترك للورثة فلسًا واحدا ليتمتعوا به بعدنا بدنا ننبسط .. و اللي طمعان فيا ينسى الفكرة خااااااالص J

من بين الضحك تعترف ..  مطلقة من لما كنت قدك و عندي ولد .. تركت له البلد بما فيها و رحلت بابني .. تقول بقوة " لو عاد بي الزمان لتزوجته و جبت ابني و تطلقت و جئت هنا و لن أغير شيء" .. يا لقناعتك و رضاك!

 الدنيا رمضان و أجالس السيدتين في المطبخ أساعد و أسترق النظر لخطوط الوجه لعلها تشي بتفاصيل جرحهن .. كلماتهن رامية طوبة الرجال منذ زمن .. إلا صديقة ثالثة لهن ..

 "الهادية" .. أما هذه فلا خيبة أمل لها من الرجال .. مش لأنه حظها حلو و لكن لأنه ما في رجل في حياتها أصلا .. جاءت للعمل و نجحت و نجحت و نجحت و ها هي تخطط للسفر و الاستجمام و شراء بيت هون و بيت هناك .. يا لوحدتك مساءً !

قلبي يهدر كمحرك سيارة مسافرة من هناااااااك حتى هنا .. حركن عجنب شوي و راجعة !

السبت 28 اغسطس 2010
هديل



الثلاثاء، ١٤ أيلول ٢٠١٠

صاروا 25 ليلة اغتراب ..



كأنني أتغرب لأول مرة ..
كأنه العام الأول لا الثامن !
شعور بالوحدة يأكل من القلب بصمت ..
ذكرني بسنة أولى جامعة .. سنة أولى خوف ..
سنة "كل ما غيمة سودة قبالي مرقت شو بتخطر عبالي" ..
بكاء طوال الليل ..و ضيق ..
 أحاول الهرب بالنوم ولا ألبث أن اختنق بالملح !
ظننت القرءان سيحل المشكلة و الاستغفار سيطفئ الوحشة ..
لكن يزيد "المزاج المتقلب" الطين غرقًا لا بلة ..

صباحًا أنا :
لا أحب الغرفة التي استأجرتها .. صغيرة و أثاثها يحاصرني ..
لا أحب المواصلات .. ساعات على الطريق و التبريد عالي ..
لا أحب الجامعة .. كبيرة جدا و يتعبني المشي فيها ..
لا أحب المحاضرات .. طويلة و "البريك" قصير ..
لا أحب الشمس .. حارة و تبخر كل ما احاول تجميعه من "روقان"
لا أحب نفسي و مخاصماها لانها السبب و أتعبتني !

أما مساءً فأنا :
أحب حفيف الشجر المتعانق على طول الطريق بين مباني الجامعة ..
أحب نسمة المغرب التي تستقبلني بعد المحاضرة ببرودة "لزيزة" ..
أحب صلاة الجماعة خلف الطالب الباكستاني ذو التلاوة المبكية ..
أحب صديقتي السُبحة في انتظارنا للباص و القطار و السفينة و الطيارة ..
أحب القمر الذي على نوره اهتديت لرقم البيت الذي اسكنه من يومين فقط ..
أحب نافذة غرفتي الصغيرة المطلة على الغيوم المحملة بالمطر و دعواتي ..
أحب نفسي حين تصالحني و تعدني "مش حغلبك خلص" !

و بعدين يا هديل؟




الخميس، ٩ أيلول ٢٠١٠

تيست .. صباح العيد



كل عام و انتم متل ما بتحبوا تكونوا و متل ما بتمنالكم تكونوا (و الله امنيات طيبة لا تخافوا) ..
و بهالمناسبة قررت قرار مصيريا اني أطلق مدونتي (عاساس صاروخ هي) ..
 عيديتي !


ما خبيش عليكم ترددت كتير قبل انشاء هذه المدونة .. إلي شهور بفكر فيها و حابة ابدا بس تلاقيني بتك الفكرة من راسي تك و اقول لا لا انسي ..

 
صوت يقلي .. يا بنت بلاش لشو الفضايح .. مهو ساعات لما بتكتبي بتكتبي لتنسي ..لتفضفضي..لتزيحي هم كاتم على نفسك .. و مش دايما ينفع على الملأ .. و لازم تراقبي و تتزكري مين بيقرأ و هاد بيعرفني و هاد شو رح يفكر و هاد شو رح يسرح و هاد و هداك .. و اووو اوووووه قصة .. و بعدين لا تنسي حضرة جنابك لما تندمجي بالشغلة بتدمنيها و احنا مش خالصين من ادماناتك الاولانية لما تفتحي باب لادمانات جديدة ..


بس صوت تاني بقلي طيب التجارب والمواقف و الملاحظات و الأحاسيس اللي بنمر فيها مش أحلى لما تشاركوني ياها .. مش نفسك توثقيها و هي سخنة و ترجعيلها لما تبرد اكيد طعمها غير زي المكرونة بالباشميل (معلش مهو عيد الأكل).. و بدل ما نلاقيك بتحكي مع حالك و خايفة حد يشوفك طلعي طاقتك هنا و بتحافظي على سمعة العيلة اللي فيها بنات على وش جواز
(اشمعنى وش؟)


و بين الصوتين قررت أنه حرام بلاش تطلع في عين الولد بس حارضي الطرفين از متش از بوسيبل .. و لو حد فيكم حس اني ظلمت احدهما على حساب الاخر يقلي و النبي بضل هديل حبيبتكم أنا .. احم احم


و متل ما بيعملوا بالخطب : أخص بالشكر الرائعة علا لطولة بالها و صبرها على جهلي في عالم التدوين .. الله يجزيها كل خير ما عمره طلع عقلها علي حتى لما تكون محتاجة السيجارة قبل الأدان
(علا انتي هون اشي ههههههه)


يلااااااا روحوا كلوا كعك و سيبكم من المدونات و الفيس بطييييييخ
:)